أعلم أنني اعتبرت هذه المدونه مجالا رومانسيا من اللحظة الاولى .. لكن الفلسفه في حد ذاتها تكسب الرومانسيه بعض التوابل التي لم يألفها الناس .. فحديث الحب صار في معظمه تقليديا متكررا .. من هذه النقطه وجدت الفرصه المواتيه للتغيير
-
الحب .. الفرح .. الحزن .. كلها مشاعر انسانيه .. تخالجنا في لحظات مختلفه .. فجميعنا احببنا و فرحنا و حزنا مئات المرات .. لكننا وسط تجربه الحب .. كحالة استثنائيه .. نصل بشحنتنا العاطفيه إلى درجه نتخيل معها أن للحب قدسية تترفع به عن باقى حزم المشاعر .. لكن الحقيقه أن الحب هو في النهايه سلوك بشري .. و عاطفه إنسانية تخالطها الرغبة .. و تقننها التقاليد والاعراف .. لكنه سيظل في النهايه .. إحساسا بشريا آخر
-
مجال حديثي سيكون منصبا على إثبات ما زعمته - والله اعلم - من أن الحب في النهايه إحساس يساوي الحزن والفرح .. مما يجعلني أدعو نفسي والآخرين معي إلى تجنب القرارات العشوائية و الاندفاع غير المحسوب .. لأننا في النهايه سنصل إلى طريق واحد كما اعتقد .. و كما أود أن ابين لكم اليوم
-
الفرح .. برغم كثره الامثله .. لكنني سأختار مثالا حيا بيننا اليوم .. فمصر تلعب في بطولة قاريه كبيره .. و مصر كمنتخب كرة قدم .. أجبرت المصريين جميعا على متابعة هذه المباريات .. رجالا ونساء .. فلنأخذ هذه البطولة مثالا و نناقش حالة الفرح فيها ... فحين وصلت مصر إلى دور قبل النهائي وقابلت ساحل العاج و انتصرت بنتيجه كبيره وصلت لأربعه أهداف .. كنا جميعا على درجه كبيره من الفرح جعلت الشباب يخرج الى الشوارع و يحمل اعلام مصر .. وبعيدا عن تفسيرات البعض بأنه كبت يحتاجون الى تصريفه .. أو انها رغبة الفرح التي غابت عنا لسنوات .. لكن النتيجه اننا وصلنا الى درجه فرح كبيره ربما اصنفها بدرجه 3 او 4 على مقياس افتراضى للفرح .. حده الاقصى 10 .. وبعد ذلك , و لنفترض ان مصر حققت هذه البطولة وفازت على الكاميرون في النهائي .. فقد يصل درجه فرحي بالنتيجه مثلا الى مقياس 8 او 9 من 10 ... و بمجرد نزولي الى الشارع عائدا الى منزلي مثلا .. و بوجود مئات بل الاف الشباب يحتفلون في الشوارع سيتم شحنى معنويا لأصل بدرجه الفرح تلك الى مقياس 10 من 10 .. و ربما 11 او 12 من 10 ايضا .. وقتها لن اتحكم في تصرفاتي بنفس الطريقه .. سأخرج من سيارتي و الوح بعلم مصر كما يفعلون .. قد تكون النتيجه صدمه في مصباح السيارة او احد الابواب .. لكننا ( انا و من صدمته ) سنضحك و نكمل السير وسط ابتسامه تحمل كل معاني الوطنيه و الرغبه الحقيقيه في الفرحه .. سيمر يوم او يومان تنطفىء بعدها اهازيج الفرحه بهذه البطولة .. و اعود بعدها لاكتشف انني مطالب باصلاح سيارتي .. التي قد تتكلف مئات الجنيهات .. وقتها سيكون مقياس الفرح قد عاد إلى 3 او حتى أقل .. و سيرتفع في المقابل مقياس اخر .. اسمه الندم والغضب .. وقد يصل الى حد 9 او 10 من اصل 10
-
الحزن .. احساس اخر لا يلبث ان يزورنا بين الحين والاخر .. ولنأخذ مثالا آخر عليه .. فلنفترض ان شخصا قريبا منك قد مرض مرضا شديدا -لاقدر الله- .. فكيف بحزنك عليه .. قد تصل الى مرحله 4 او 5 بمقياس الحزن .. لكن هذا لن يمنعك عن الذهاب إلى عملك و مقابلة اصدقائك رغم صبغه الحزن السوداء التي ستسيطر عليك لبعض الوقت .. لكنك مع هذه لن تتوقف عن الاستمتاع بحياتك و مجاراتها .. حتى تأتي اللحظة الاخيره .. و يموت هذا الشخص .. فتصل بقمة حزنك وأنت جواره .. فلنقل انها 8 او 9 بمقياسنا ... وتخرج من الغرفه لتقابل المعزين و الباكيين في الخارج .. و تسمع بعدها احاديث الرثاء عن الفقيد .. و ربما لحظات الدفن و الوداع ... و ربما بعض الاحاديث الجانبيه عن الارث و الاملاك .. وقتها ستبكي كما يبكي الاخرون .. بحرقة قد ترفع مقياس الحزن الى 10 او اكثر .. فالاخرون قادرون على شحنك عاطفيا بما يزيد من اكتئابك .. و قد تتغيب عن عملك .. و تهجر اصدقاءك و احبابك لفتره .. تعود بعدها الى مزاولة حياتك .. و تكتشف معها ان ترقيات في عملك قد ضاعت عليك .. و ان حبيبتك مثلا قد ارتبطت بشخص اخر اعتقدت انه اكثر منك صلابة و اكثر خوفا عليها .. قد تكتشف انك فقدت بعض معاملاتك في البورصه مثلا لأنك لم تتابع حركة الاسهم و لم تستمع لنصائح المقربين منك بأن الحزن في القلب .. و ان الحي أبقى من الميت .. وقتها سيزول حزنك بسرعه .. و يعود الى حيث كان بمقياس 2 او 3 ... و يرتفع في المقابل مقياس الغضب والندم .. الى 10 او يزيد
-
الحب .. أسمى المعاني الانسانيه .. التي ما انت تتلبسنا .. حتى تحيل حياتنا الى جنه .. لكننى الآن ازعم أنه - كما غيره من الاحاسيس - يملك نفس الكاريزما .. فأنت في بداية اعجابك بفتاة ما .. تحمل لها من المشاعر ما نصنفه بمقياس الحب على 2 او 3 من 10 ... وبمجرد ان تصارحك وتصارحها .. و تصل الامور الى حدها باعلان الخطبة والزواج .. فإنك تصل الى درجه كبيره قد تطال 8 او 9 .. و تأتي ليه الزواج لتشحنك معنويا .. بوجود الزفاف و المهنئين و من بعده ( شهر العسل ) بما يحمله من العسل .. لتنتهى تلك الفتره وتعود لحياتك و عملك .. فتبدأ بعد فتره .. باكتشافات عظيمه .. مثل أنك ضحيت بعملك مثلا لاختيار عمل اخر يناسب زواجك .. او انك ضحيت بمستقبلك في الحصول على درجات علميه ارفع .. من أجل الزواج .. او انك ضحيت بسعادة اهلك .. حين ارغمتهم على تقبل زوجتك رغم انهم اختاروا لك ابنة عمك او خالك و رشحوها زوجة لك .. في النهايه ستعود درجات حبك لزوجتك الى درجه 2 او 3 .. كما كنت حين تعرفت عليها للمرة الاولى .. و سيزيد في المقابل .. مقياس الندم والغضب .. الى درجات أشد .. كلما تذكرت احد هذه التضحيات
-
أعلم ان دعوتي تلك .. لا تحمل في طياتها اي نية للاستسلام او التراخي ... فمن حقنا ان نفرح لفوز منتخبنا .. لكن الافراط في الفرح يكلفلك ما قد تندم عليه .. مثل حادث السيارة مثلا .. اما الحزن .. فالوضع لن يختلف كثيرا .. فحزنك على فقدان عزيز .. طبيعة بشرية لا تقبل الانكار .. لكن الافراط في الحزن .. قد يكلفك الكثير .. فالمطلوب ان تحزن .. لكن الاهم هو ان تظل الشخص نفسه .. فإن افقدك الحزن مهاراتك و قدراتك .. صرت بعدها شخصا ضعيفا مهشما .. مصيرك الحتمي بعدها .. هو الندم .. أما الحب .. فمشاعره الراقية .. لا تعني أبدا التنازل عن الـ( أنا ) .. ولا أقصد الانانيه بقدر ما اقصد الطموح والاحلام .. فمن حقنا ان نحب .. و من الازم علينا ان ننهى تجارب الحب تلك بالزواج كما أمرنا الله تعالى .. لكن الافراط في الحب .. كالحزن و الفرح .. ينتهى غالبا بالندم او الغضب .. فلا يعني حبك لزوجتك أن تضحى باحلامك او طموحاتك .. ولا يعني حبها لك .. أنها يجب ان تترك اهلها او دراستها او احلامها من اجلك .. ربما تكون كلماتي معروفه مسبقا للكثيرين .. لكنا تغيب عن اخرين .. ما اكثرهم .. كم قابلتهم .. و على يقين بانني ساقابل المزيد منهم في كل يوم .. وأكاد ازعم ان فهم تلك الكلمات .. قد يجعلك لأول مرة .. الزوج الذي لا يندم على زواجه .. و الرجل الذي لن يتذمز من اقدامه على هذه الخطوة .. بل سيمنحك رؤية مستقبلية لما انت مقبل عليه .. و كيف ستديره .. و كيف تنجح به
-
5 comments:
خلينى اتفلسف معاك شويه يا دكتور
وان كنت انت صاحب المدونة وصاحب الحق الوحيد انك تتفلسف هنا
:D
أولا : المقياس اللى انت حطيته وقست عليه سواء شعورك فى الحزن او الفرح او الحب دا مقياس خاضع لتفضيلاتك انت الشخصية .. بمعنى انت اديت دا تلاتة من عشرة او خمسة او سبعة .. انا فاهمة انها امثلة .. لان انا مثلا واحدة اهتمامي بالكورة ضئيل جدا وماليش فيها .. حتى لو مصر خدت كاس العالم .. ومشيت فى الشارع ولاقيت الشعب عامل احتفلات .. ممكن ادايق من زحمة المرور واقول ايه القرف دا .. وجعتوا قلبنا شعب هايف صحيح ..وفى الحزن فيه ناس بتؤمن تماما بالقضاء والقدر وحالات الوفاة ومفارقة الاحباب عندها قد لاتتعدى الخمسة من عشرة
وبالتالى فى موضوع الحب ناس كتير مش هتقيس بالمنطق دا .. فيه ناس بعد ما تحسب خسايرها من عمل او درجات علمية تحس انها لا قد لا تساوى شىء مقابل فقد الانسان او الانسانة اللى بيحبها .. ولو كان ظفر بكل الحاجات دى وساب حبيبته بيرجع يندم وتتضائل فى نظره كل الحاجات دى لدرجة انه مهما حقق منها بعد كده بتكون ملهاش لزمة فى نظره
وبالتالى الموضوع نسبى
ثانيا : انا متفقة معاك تماما ان الانسان لابد فى كل حال من الاحوال يوزن الامور بعقله .. خاصة ان ممكن فعلا يترتب على الامور ندم بعد كده .. وابسط مثال البنت اللى بتسيب الشغل عشان حبيب القلب وبعد الجواز تفاجىء انها مش قادرة تستحمل وتبدأ تنكد عليه عشته وتجبره على قبول وضع هو مش حبه
بس لازم يكون الانسان بيوازن بين عقله وبين مشاعره فى الحكم على الامور الخاصة بمواضيع الحب والارتباط لامنه يضيع مشاعره ويدوس على قلبه تماما ولا منه يضيع مستقبله ويدوس على مصالحه
انا مقتنعة ان الحب شعور بيجلب السعادة وبيشجع الانسان وبيدفعه لامور احسن فى حياته ودايما اقول للناس اللى بيمشوا فى مواضيع الحب ويضيعوا مصالحهم ليه كده عليكوا من دا بايه ؟؟؟ وساعتها نظرتى للامور هتبان انى مادية .. وساعات الاقى نفسي بقول لناس لأ متسيبوش الحد اللى بتحبوه عشان المصالح وساعتها ببان عاطفية
الموضوع ملخبط .. ومحتاج تفكير فعلا .. وان الانسان يكون واثق من مشاعره مش مجرد انبهار اللحظة
ثالثا : لازم نؤمن بالقضاء والقدر وارادة ربنا .. رفعت الاقلام وجفت الصحف واللى مكتوبله حاجة هيشوفها اهم حاجة الانسان يكون بيراعى ربنا ويؤدى اللى عليه ويتوكل على الله يصلى استخارة ويستشير اهل الخبرة وساعتها مهما كان القرار اللى خده والطريق اللى انتهى فيه فلا مجال للندم لان دى ارادة الله سبحانه وتعالى .. بل بالعكس حتى الانسان لو خد قرار وطلع لقدر الله قرار مش صائب المفروض انه يتعامل مع الموقف ويحاول قدر امكانه يصلح الموقف لانه لا فائدة ولا وقت هناك للبكاء على اللبن المكسوب.. لازم الانسان يكون قد اى قرار هوا هياخده ويبقى عارف كويس عقباته ويعرف يستحملها .. بحلوها ومرها
بس البوست دا مازال بيأكد انك مازلت من جواك خايف ومتردد فى الامور المرتبطة بالعاطفة وخوفك داأكتر من اللازم وعامل عندك نظرة كئيبة للامور للدرجة اللى ممكن تخليك تقف متردد قدام اى ارتباط .. دا انا شخصيا على اخر البوست حسيت انى اعتقدت :D
نصيحة بجد .. خاف اه ورتب لمصلحتك ومستقبلك وفكر مليون مرة عشان تاخد قرار .. بس بلاش الموضوع يقلب معاك بزيادة كده عشان دا هسيبب تردد فى كل خطوة هتيجى تاخدها ويمكن على ماتاخد القرار يكون ضاع من ايدك حاجات انت كنت بتتمناها-ارتباط او غيره- .. وساعتها برده هتندم اكتر واكتر .. برغم ايمانك بالقضاء والقدر بس ساعتها هتقول مكنش فيه داعي لكل التردد دا
وهنا هترجع لنفس النقطة خوفك من الندم بعد فوات الاوان
معلش ان كنت حكمت عليك الحكم دا برغم انى معرفكش عن قرب .. بس قرايتى لبوستاتك وللافكار اللى بتناقشها مخلينى اقول كده
تحياتى
نسيت اقولك ان شاء الله لو حصلت وبقى عندى عربية وحد خبطهالى هجيبه من قفاه وهخرم عينه واقول حرااااامى وأخلى الشعب الغفير اللى بيحتفل فى الشارع دا ينزل ضرب فيه ومسبهوش الا فى القسم ويدفعلى مصاريف تصليح العربية
:)
m&m
أولا: مع احترامي لرأيك لكنه مش رأي شخصى ولا حاجه .. لو قريتي كتب طب نفسى هتلاقي انه بيتعامل مع كل انواع المشاعر والشحن العاطفى بتساوي .. انا حاولت البوست ده اتكلم بطريقه حياديه بعيد عن مشاعري و احاسيسي انا .. انا ناقشتها بطريقه علميه بحته من الكتب و دي النتيجه اللى توصلتلها لأنها في النهايه هي ديما مشاعر
ثانيا: انتى متفقه معايا طبعا ودي حاجه كويسه .. انما المهم ان التوازن ده يكون حقيقي .. يعني مش كلام وبس .. يعني المفروض ان اللى بيحب ده ميكونش حب اعمى زي ما بيقولو .. المفروض انه يدور و يفكر كويس جدا في نهايه الموضوع و وضعه بعد سنه او اتنين او عشره والا يبقى موضوع الموازنه ده شعارات فارغه
ثالثا :ربنا قال ان في قضاء وقدر .. لكن قال برضه اننا .. اولى الالباب .. يعني لازم نفكر ونشغل دماغنا مش ننام ونقول ما هو خلاص ربنا حدد قدرنا و احنا نسيبها كده تمشى زي ما هيه .. ده اسمه تواكل حضرتك مش توكل خالص
أخيرا .. انا مأنكرتش الخوف و القلق والتردد .. بالعكس انا دايما بتكلم عنه و بصرح بيه .. لأنه مفيهوش حاجه تقلل مني او تحرجني حتى لو كان مشكله لكنه قابله للحل . و ده اللى انا بحاول اعمله دلوقتي
شكرا على التعليق المستفيض ده و اتمنى اكون رديت على كل النقاط اللى فيه
انا مقصدتش تواكل خاااالص حضرتك
انا قولت بالحرف
اهم حاجة الانسان يكون بيراعى ربنا ويؤدى اللى عليه ويتوكل على الله يصلى استخارة ويستشير اهل الخبرة وساعتها مهما كان القرار اللى خده والطريق اللى انتهى فيه فلا مجال للندم لان دى ارادة الله سبحانه وتعالى
يعنى اهو بقول الانسان يتوكل على ربنا وبعد ما يعمل اللى عليه ويفكر صح وياخد قرار ميندمش عليه بقة
Post a Comment