2009/05/01

غوايات أوكتافيا

-
النوم هبة إلهية .. لولاها لاجتاح العالم الجنون .. كل ما فى الكون ينام ويصحو وينام , إلا آثامنا وذكرياتنا التي لم تنم قط , ولن تهدأ أبدأ .. صحوت اليوم من نوم ملئ بأحلام قوية , كأنها الواقع . أو تُرى واقعي هو الذي تهافت و بهت , حتى صار أحلاما ؟
-
لولا النوم .. لكنت فنيت .. لولا النوم لكانت أيامي بدونك كـُربا لا تنتهى .. وعذابات متكررة لا تعرف الرأفة ولا تعي حدود الانسانية .. لولا النوم .. لكانت كل ليلة من ليالي بعدي عنك تجربة مميتة .. فقلبي أنهك من الانتظار .. وعيناي أهلكها البكاء والمرار .. تظل جوارحي تُذكرني بكِ .. بلمسات يديك .. بكلماتك العذبة .. بنظرات عينك التي تعرف كيف ترويني .. ومتى ترويني .. اشتقت إليكِ .. اشتقت إلى روحكِ وأحلامك وعطرك وكلماتك .. اشتقت إليكِ .. تعلمت حبيبتي كيف أقتل نفسي وانهكها طول اليوم لتأتي ساعات الليل تواري فى داخلي آلآمي .. تنام عيوني من التعب .. تداري بين جفونها دمعات ولـّدها شوقى إليك .. حبيبتي .. ادعي لي دوما ... أن أنام
-
قالت : قالت الكاهنة يا أوكتافيا لا تحزني , سوف يرسل الإله من البحر رجلا تحبينه ويحبك , يمسح عنك دمعك ويملأ أيامك بالفرح , سيأتيك بعد علامتين .. يومان , أسبوعان , شهران , سنتان
سألها : ألهذا السبب كنت تقولين يا حبيبي منذ رأيتني ؟؟
فأجابته : نعم , لأنني أحببتك قبل أن أراك بعامين كاملين , وربما من قبل ذلك ؟
-
لا أعرف لماذا شعرت أنك حبيبتي .. الحلم الذي تمنيته دوما .. القمر الذي عرفت أنني أحبه من قبل حتى أن أراه .. النور الذي انتظرت ان يشرق على أيامي من قبل حتى أن أدرك معنى النور .. خفقات قلبي التي دقت حين ظهرت لا تكذب .. حبيبات عرقي التي انهمرت حين رأيتك لا تكذب .. توتري .. قلقي .. حيرتي .. شغفي .. حنيني إليكِ حبيبتي .. كلها أمارات لا تكذب .. يا ليتها جاءتني .. الكاهنة .. واخبرتني أنكِ قادمه .. لربما صبرتني طوال تلك السنين .. لكن القصة كانت .. وصرت حبيبتي معي .. جواري و بين يدي .. صرت حبيبتي حلمي الذي تحقق أخيرا .. صرت حبيبتي .. حبي الوحيد
-
-
ملاحظة : العنوان و الفقرات باللون الأبيض منقولة من رواية (عزازيل) للكاتب يوسف زيدان / دار الشروق
-
-

No comments: