2007/10/26

أحلام فتـــاة

-
لابد أن وقتا طويلا مضى منذ جلست عند النافذة تراقب النجوم .. لوهلة اعتقدت انها صارت هناك .. عند تلك النجمة المضيئة .. لكنها سرعان ما عادت الى غرفتها .. في نفس جلستها .. يملؤها سيل من المتناقضات .. لا يبررها سوى كلمة .. حب .. لا تعلم كيف تقلبت شخصيتها بتلك السرعة .. لكنها تعلم الآن ان هذه الكلمة صارت رابطا لكل التغيرات التي طرأت عليها .. نعم .. فلا بد أنه الحب
-
لم تكن كغيرها من الفتيات .. تحلم بيوم زفافها قريبا .. فقد كانت تحمل في طياتها كثيرا من اللحظات الخاصه التي تتمنى تحقيقها اولا .. لكنه جاء خارج توقعاتها .. لم تعرف لماذا و لا كيف أحبته .. ولماذا هو تحديدا .. مازلت تعتقد انه ليس فارسها الذي تمنته في احلامها .. ولا يقترب من كونه شخصا عاديا تقابل مثله عشرات المرات في كل يوم .. لكنه تملك قلبها و أسر أفكارها بشده .. هذا ما تعلمه الآن .. و هذا ما تعجز عن تفسيره
-
بانتظار سماع صوته .. هذا هو تفسيرها لتلك الجلسه المتكئة على فراشها .. لا تفعل شيئا سوى الامساك بهاتفها .. في انتظار ان يحمل لها الهاتف صوته .. يسألها عن يومها .. عن كل ما مر بها .. قد تشكي إليه همومها .. و قد تصمت فقط لتستمع إليه .. ف جل ما تعلمه .. أنها بحاجه إلى هذا الصوت .. و تلك المكالمه .. و بضع كلمات يتحدثها إليها .. رغم احساس الضعف الشديد بين يديه .. و تلك الرعشه التي تسببها كلماته .. و رغم كرهها للحظات الضعف تلك .. لكنها تستهويها ما دامت معه
-
تقف الان .. تنظر يمينا و يسارا .. فهي تعلم انه قد يظهر بين اللحظة و الاخرى .. لم يكن ذلك موعدا محددا من قبل .. لكنها تعلم انه سيأتي يوما للقاءها .. تظل تنتظر رؤيته في كل يوم تخرج فيه .. لا تستطيع ان تداري تلك النظرات المتحمسه في عيونها .. بل تشعر بالحيوية في كل اوصالها .. ترغب ان تقفز عاليا لتراه وهو قادم من بعيد .. ترغب لو ازاحت جموع الناس من حولها .. ليكون وحده في هذا المكان .. و برغم احساس داخلي بالخوف .. ربما لأنها لم تعتد مثل تلك المقابلات .. و لم تفهم يوما سببا لها .. لكنها لا تزال تنظر الى ساعتها .. و تترقب وجوه الناس من حولها .. بانتظاره
-
مرت ساعات عديده .. لا تزال فيها جالسة عند النافذة .. ربما هي لحظات تعاتب فيها نفسها .. ربما قست كثيرا عليها .. ربما عنفتها لأنها ضعفت أمامه في لحظة من اللحظات .. ربما تشعر بالحنق الشديد .. لأنه كان اقل مما تخيلت .. لم يقدّر حبها .. و لم يشعر بلحظاتها الخاصه تلك .. لاتزال تعاتب نفسها على من ملكته روحها .. فتركها .. وتخلى عن احلامهما سويا .. لاتزال دموعها تتدفق .. حين سمعت صوته في الخارج .. ليس تلك هواجسها .. لكنه هناك .. يتحدث الى ابيها .. إذن فقد جاء .. إذن .... لم تعرف ماذا تفعل سوى .. البكاء من جديد
-

No comments: